عندما تقفين أمام المرآة، تلاحظين تفاصيل وجهك وتعكس لك علامات التقدم في السن، مثل الخطوط الرفيعة التي تظهر عامًا بعد عام. قد تتساءلين عن السبب وراء هذا التغيير الذي يطرأ على بشرتك التي كنتِ تفخرين بجمالها. الجواب يكمن في الكولاجين، المادة الأساسية التي تدعم بشرتك وشعرك وعظامك وأجزاء مختلفة من جسمك. لذا، زادت الأحاديث مؤخرًا حول فوائد الكولاجين للبشرة، في محاولة للعثور على حلول فعّالة للتعامل مع هذه الخطوط الدقيقة التي تغزو وجوهنا بلا رحمة.
الكولاجين للبشرة
الكثير من الأفكار والوصفات التي تظهر أمامنا خلال تصفح الويب عن كيفية توفير الكولاجين للبشرة، البعض يؤمن ويطبق ما يشاهد، والآخر يتجاهل الأمر تمامًا باعتقاده أنه كلام فارغ.
لكن دعني أخبرك أن الكولاجين للبشرة مكوّن أساسي يحافظ على نضارتها ويجعلها أكثر صحة وشبابًا، فإن وفرته بكمية مطلوبة يحافظ على صحة بشرتك والجلد بشكل عام، وفي حال تراجع قدرة جسمك على إنتاجه فإن علامات تقدم السن أو على الأقل العلامات المبكرة تبدأ بالظهور؛ ما يثير انزعاجك وغضبك؛ لتبدأ رحلة البحث عن طرق تعويض الجسم وتمكينه من العمل بطريقة صحيحة.
لذلك من الضروري الاهتمام مبكرًا في تعزيز دور بشرتك في إنتاج الكولاجين من خلال الأطعمة الطبيعية والمكملات الغذائية، وأيضًا توفير العناية الفائقة للبشرة بطريقة صحيحة.
4 من فوائد الكولاجين للبشرة
إن كنتِ ممن بدأت لديهن مشكلة ظهور الخطوط الدقيقة والشحوب في بشرتك؛ أو لم تظهر؛ فإنه من الضروري أن تعلمي أهمية وفوائد الكولاجين للبشرة حتى تواظبي على توفيرها قدر الإمكان:
1. تحسين صحة الجلد
علميًا يعد الكولاجين مكونًا أساسيًا في نسيج بشرتك، وهو البروتين الأكثر وجودًا في تركيبتها، لذلك إن تراجعت نسبته فإن احتمالية شحوب وشيخوخة بشرتك تصبح أكثر ترجيحًا.
حتمًا أنه بعد بلوغ سن الثلاثين تبدأ النسبة بالتراجع، لذلك تلح الحاجة على الاهتمام أكثر بالبشرة؛ وكلما تقدم بك العمر سيكون الإنتاج أقل؛ ما يتجلى عنه جفاف الجلد وظهور التجاعيد.
أجريت دراسات عديدة أكدت أن ببتيدات الكولاجين أو المكملات الغذائية التي تؤخذ عن طريق الفم توفر لك فرصة أكثر لإبطاء شيخوخة البشرة، كما أن الجلد يكون أقل جفافًا، فإن النساء اللواتي يتناولن 12 غرام من الكولاجين يوميًا لمدة 12 أسبوع لاحظن تحسّن كبير في مرونة الجلد وجعله أكثر رطوبة.
2. ثبات الجلد وشبابه
عند الانتظام في توفير الكولاجين بكميات وفيرة لبشرتك؛ فإن ذلك يساعدك على الاستمتاع ببشرة شبابية وحيوية لأطول فترة ممكنة مهما تقدم بك العمر؛ كما تصبح بشرتك أكثر مرونة ورطوبة.
إن شرب أو التهاب كبسولات الكولاجين ضروري جدًا لإيقاف مهزلة ترهل الجلد الذي يغير المظهر تمامًا، كما ننصحك باختيار أفضل أنواع الكولاجين بعد استشارة الطبيب المختص أو الصيدلاني، لكن هناك أنواع مفضلة مثل تلك التي يدخل في تركيبتها مستخلص الكركديه وفيتامين سي وغيرها.
حافظي على نضارة بشرتك وامنحيها الجرعة الكافية من الاهتمام؛ فإن الكولاجين هو الركيزة الأساسية لتتمكني من الافتخار بها وبشبابك الذي لا ينضب بفضل هذه المادة البروتينية.
3. درع حماية قوي للبشرة الرقيقة والضعيفة
تتفاوت أنواع البشرة فيما بينها، منها البشرة الرقيقة التي تحتاج إلى اهتمام ووقاية فائقة، ويعتبر الكولاجين الخيار الأمثل لمضاعفة جرعة الحماية لها، وذلك حتى تصبح أكثر قدرة على مقاومة العوامل والمؤثرات المحيطة بكِ، مثل الحرارة العالية وبرودة الشتاء القارسة وغيرها.
حتى تتمكني من تقييم بشرتك فيما إذا كانت رقيقة وهشة؛ فإنك ستلاحظين أنها كثيرة الخطوط والانقسامات، تحتاج وقتًا أطول للشفاء عند التضرر، لذلك يأتي الكولاجين لينقذها من كل ما تقدم؛ تكون مشدودة ونضرة وتتعالج بسرعة فائقة من خلال تعزيز سمك الجلد.
4. توهج البشرة
الكثير من الفتيات يحلمن طويلًا ويبذلن جهودًا هائلة للوصول إلى بشرة متوهجة، فإن البشرة النضرة المتوهجة المفعمة بالحيوية والجمال تضفي طابعًا جميلًا في القلوب، وهذا ما تبحث عنه الفتيات، وهذا ما يوفره لكّن الكولاجين حقًا.
هل تعلمي بأن الترطيب هو الخطوة والأساس في منح البشرة مظهر شبابي! كما أنه دليل قطعي على أنها أكثر صحة، فإن حافظتي على جرعة الكولاجين يعني تعزيز الترطيب في بشرتك من الأعماق حتى الخارج وأكثر تألقًا، فإن البشرة الرطبة معروفة بأنها أكثر قدرة على طرح السموم خارجًا والاستفادة من العناصر الغذائية وإيصالها إلى خلايا الجلد.
النصيحة الأمثل أن تتناولي جرعتك من الكولاجين والانتظام بشرب 8 أكواب من الماء يوميًا لمنح البشرة الرطوبة المطلوبة.
المصادر الطبيعية للكولاجين للبشرة
تلمع الفكرة في ذهنك فورًا للتوجه إلى الصيدلية لشراء مكملات الكولاجين؛ لتدارك الوقت وتعويض الكولاجين الناقص في جسمك، لكن ماذا لو أخبرتك بأن هناك مجموعة من المصادر الطبيعية للكولاجين للبشرة يمكنك الاعتماد عليها أيضًا! إليك المفيد:
- مرق العظام.
- جلد الدجاج.
- اللحوم.
- السمك.
- الفاصولياء.
- البيض.
- المأكولات البحرية.
الآثار الجانبية للكولاجين على البشرة
رغم الفوائد والسمعة الطيبة التي يحظى بها الكولاجين للبشرة، إلا أن هناك بعض الآثار الجانبية التي لا بد من الوقوف عليها للحيلولة دون مضاعفة الأعراض والمشاكل:
- احتمالية حدوث تفاعل مع بعض الأدوية والعقاقير الطبية، لذلك احرصي على استشارة طبيبك أولًا.
- توقعات بأن بعض أنواع مكملات الكولاجين قد لا تلائم السيدات الحوامل والمرضعات.
- مخاوف من تأثر أداء القلب والغدة الدرقية تحت تأثير مادة البيتوتين.
- الإفراط وطول المدة بالاستخدام قد يترك أثرًا سلبيًا على صحتك.
أفضل أنواع الكولاجين للبشرة
الكثير من أنواع الكولاجين الرائجة في الصيدليات، إلا أن هناك أنواع بمواصفات وتركيبات تعد الأفضل، إليك التفاصيل:
النوع الأول: الكولاجين الطبيعي في البشرة
من المؤكد أن هذا النوع هو الأفضل لاعتباره طبيعي ينتجه الجسم تلقائيًا، إلا أنه كميته تنخفض نسبيًا بعد بلوغ سن 25 عام، لذلك بعد بلوغ هذا السن يلاحظ البعض تدريجيًا ظهور علامات تقدم السن مثل ترهل الجلد وهشاشة الأظافر وظهور الخطوط الدقيقة، وعادةً يعد مادة مرتبطة تمامًا بالجمال بالدرجة الأولى.
إضافة إلى ارتباطه بالصحة العامة، مثل الأوتار والعظام ومختلف الأعضاء، ويشار إلى أن هناك ما يفوق 16 نوع من الكولاجين؛ إلا أن الأنواع الأول والثاني والثالث التي سنذكرها لاحقًا هي الأفضل.
النوع الثاني: الكولاجين من المكملات الغذائية
من المكملات المهمة جدًا التي يجب الاهتما بتناولها لتعزيز الصحة الجسمانية عامةً مثل الهيكل العظمي وتعزيز دعامته، وأيضًا الحصول على بشرة صحية مفعمة بالشباب والتوهج.
الكثير من الأنواع متاحة من مكملات الكولاجين يستوجب عليك استشارة الطبيب أو الصيدلاني حول الخيار الأنسب لكِ.
النوع الثالث: الكولاجين من مصادره الطبيعية
إن حصولك على الكولاجين من مصادر طبيعية شأن جيد جدًا، إذ علميًا يعتبر عنصرًا قادرًا على تعزيز إنتاج الأحماض الأمينية في الجسم، ما يعود بموفور الصحة والعافية على الجسم إجمالًا، ويتواجد عادةً في النخاع العظمي للحيوانات وتحديدًا ذوات اللحوم الحمراء، والدجاج، والسمك وغيرها، وأيضًا يعتبر مهمًا في الحفاظ على صحة البشرة.
ختامًا، فقد تعرفنا سويًا على أهم فوائد الكولاجين للبشرة ومصادرها الطبيعية، وأيضًا الآثار الجانبية المتوقعة، لكن لا بد من المحافظة على اتباع نظام غذائي صحي متوازن قبل بلوغ سن 25 عام لتعزيز كفاءة بشرتك في إنتاج الكولاجين، وأيضًا طريقة للحفاظ على صحة الجسم كاملًا.